Admin Admin
عدد المساهمات : 569 تاريخ التسجيل : 15/03/2013
| موضوع: فوائد : " حَسْبيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " الإثنين أبريل 27, 2015 3:57 am | |
| فوائد : " حَسْبيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " - اقتباس :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
" حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " دعاءٌ قاله سيدنا إبراهيم – عليه السلام - ؛ فجعلَ الله له النارَ برداَ و سلاماً .
" حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" دعاءٌ قاله المسلمون يوم أُحد { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ* فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } آل عمران173،174 وثبتهم الله رغم الجِراح .
" حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" دعاءٌ قالتــْـه أمنا عائشة – رضي الله عنها – يوم ركبت على ظهر دابة صفوان بن المعطّل فنزلتْ فيها آيات البراءة و الطـُهر .
دعاءٌ له أثره وأثاره التي لا تـُخفى و لكن متى يكون لها الأثر و متى تنفع هذه الدعوة . . ؟
يقول ابن القيــّـم - رحمه الله – في كتاب زاد المعاد : ( من هذا قوله في الحديث الصحيح للرجـُـل الذي قضى عليه فقال : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " قال : أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قضى بينَ رجُلَيْنِ فقالَ المقضيُّ عليهِ :حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : ردُّواعليَّ الرَّجل ، فقالَ : ما قلتَ؟ قالَ : قلتُ حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ : يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " [1]
فهذا قال : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" بعد عجْزه عن الْكَيْسِ الذي لو قام به لقُضي له على خصمه فلو فعل الأسباب التي يكون بها كيساً ثم غالب فقال" حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " لكانت الكلمة قد وقعتْ موقعها .
كما أن إبراهيم الخليل : لمـّـا فعل الأسباب المأمور بها و لم يعجز بتركـِها ولا بترْكِ شيءٍ منها ثم غلبه عدوّه و ألقوه في النار قال في تلك الحال " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
فوقعتْ الكلمة موقعها و استقرتْ في مظانــّها فأثرتْ أثرها و ترتب عليها مقتضاها :
فإذا ظـُـلمت فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " و إذا أُبتليت فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " و إذا ضاقت بك السُبل و بارت الحيل و لم تجد من الناس أنيساً و لا مؤنساً فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
و إذا كنتَ بريئاً و عجزتَ عن إظهار الحقيقة فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " و إذا أجتمع القومُ ليؤذوك فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " و إذا أُغلق عليك في أمر فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " و إذا تعسرت الأمور فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " إذا أُرتجَ عليك و ضاق فُهمك و تعسّر إدراكك فقل : " حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " فبها يدفع الله عنك الأذيــّـة و يزيح الكُربة و يــُـستجلب الرِزق و ينزل الفــَـرج فالحمد لله الذي شرع لنا في ديننا مثل هذه الكلمات القليلة التي تُرتجى منها أمورٌ عظيمة فالحمد لله على نعمة الإسلام .
[1] شرح الحديث وتحقيقه : حدثناعبد الوهاب بن نجدة وموسى بن مروان الرقي قالا حدثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان عن سيف عن عوف بن مالك أنه حدثهم : " أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه لما أدبر حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يلوم على العجز ولكن عليك بِالْكَيْسِ فإذا غلبك أمر فقل : حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ "
أي : الرجل يحلف على إثبات حقه ولا يضيع ماله بمجرد دعوى أحد ، بل يقيم عليه البينة أو يحلف كما أرشده إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله : " وعليك بِالْكَيْسِ " فيدخل فيه جميع التدابير والأسباب والله أعلم .عن بحير ) بكسر المهملة ثقة ثبت من السادسة ( قضى بين رجلين ) أي : حكم لأحدهما على الآخر ( لما أدبر ) أي : حين تولى ورجع من مجلسه الشريف ( حسبي الله ) أي : هو كافي في أموري ( ونعم الوكيل ) أي : الموكول إليه في تفويض الأمور ، وقد أشار به إلى أن المدعي أخذ المال منه باطلاً ( يلوم على العجز ) أي : على التقصير والتهاون في الأمور ) . قاله القاري . وقال في فتح الودود : أي لا يرضى بالعجز ، والمراد بالعجز هاهنا ضد الكيس ولكن عليك بِالْكَيْسِ ، بفتح فسكون أي : بالإحتياط والحزم في الأسباب . وحاصله أنه تعالى لا يرضى بالتقصير ولكن يحمد على التيقظ والحزم فلا تكن عاجزاً وتقول حسبي الله ، بل كن كيساً متيقظاً حازماً ( فإذا غلبك أمر... إلخ . ص: 45 قال في فتح الودود : الْكَيْسِ هو : التيقظ في الأمور والإبتداء إلى التدبير والمصلحة بالنظر إلى الأسباب ، واستعمال الفكر في العاقبة ، يعني كان ينبغي لك أن تتيقظ في معاملتك ، فإذا غلبك الخصم قلت : حسبي الله ، وأما ذكر حسبي الله بلا تيقظ كما فعلت فهو من الضعف فلا ينبغي ، انتهى .
ولعل المقضي عليه دين فأداه بغير بينة فعاتبه النبي - صلى الله عليه وسلم - على التقصير في الإشهاد ، قاله القاري . قال المنذري : وأخرجه النسائى،وفي إسناده بقية بن الوليد وفيه مقال ، انتهى . قلت : لم يخرجه النسائى في السنن ، بل في عمل اليوم والليلة . قال المزي : حديث سيف الشامي ولم ينسب عن عوف بن مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بين رجلين الحديث أخرجه أبو داود في القضاء عن عبد الوهاب بن نجدة وموسى بن مروان الرقي والنسائى في عمل اليوم والليلة عن عمرو بن عثمان ثلاثتهم عن بقية بن الوليدعن بحير بن سعدعن خالد بن معدان
* من سنن أبى داوود - كتاب الأقضية - باب الرجل يحلف على حقه * وبنفس منطوق الحديث فى " عمدة التفسير - الصفحة رقم 1/441" برواية عن عوف بن مالك الأشجعى ، المحدث : أحمد شاكر، بأن خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح
فضل هذا الدعاء . هو من أعظم الأدعية فضلا ؛ وأعلاها مرتبة ، وأصدقها لهجة ؛ لأنه يتضمن حقيقة التوكل على الله عز وجل ، ومَن صَدَق في لجوئه إلى ربه سبحانه حقق له الكفاية المطلقة ، الكفاية من شر الأعداء ، والكفاية من هموم الدنيا ونكدها ، والكفاية في كل موقف يقول العبد فيه هذه الكلمة يكتب الله عز وجل له بسببها ما يريده ، ويكتب له الكفاية من الحاجة إلى الناس ، فهي اعتراف بالفقر إلى الله ، وإعلان الاستغناء عما في أيدي الناس .
| |
|