بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله
[size=32](95)سورة التين[/size]
هي سورة مكيّة تعالج موضوعين أساسيين هما تكريم الله تعالى للإنسان وموضوع الإيمان بالحساب والآخرة. ما علاقة التين والزيتون بمكة والطور في هذه السورة؟ الله تعالى يقسم بثلاثة أشياء هامة (والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين) يقسم بمكانين هما جبل الطور الذي كلّم الله تعالى موسى عليه ومكة المكرمة (البلد الأمين) أما التين والزيتون فليس القصد منهما الفاكهة وإنما يقصد بهما المكان وهو أرض فلسطين فالله تعالى يقسم بثلاثة أماكن هي من أطهر بقاع الأرض التي خصّها الله تعالى بانزال رسله وأنبيائه دون سائر بقاع الأرض وبهذا القسم يريد الله تعالى أن يعلمنا أنه كما أقسم بأطهر الأرض التي خلقها كذلك فقد خلق سبحانه الإنسان في أحسن تقويم وأطهر وأحسن شكل (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)، ولمّا عصى الإنسان ربه تعالى نكس الإنسان نفسه (ثم رددناه أسفل سافلين) ويبقى طاهراً الذين آمنوا وعملوا الصالحات. وختمت الآيات ببيان عدل الله تعالى في حساب الناس على أعمالهم (أليس الله بأحكم الحاكمين) بلى والله وإني على ذلك من الشاهدين.
[size=32](96)سورة العلق[/size]
وتسمى سورة إقرأ وهي سورة مكيّة وأول ما نزل من الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام في غار حراء وهي إيذان ببداية الرسالة. وهذا الموضوع الأساسي للسورة (إقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق*إقرأ وربك الأكرم* الذي علّم بالقلم* علّم الإنسان ما لم يعلم) وتتحدث السورة عن طغيان الإنسان بالمال وتمرده على أوامر ربه (كلا إن الإنسان ليطغى* أن رآه استغنى* إن إلى ربك الرجعى) ثم تناولت السورة قصة أبو جهل الذي يمثّل فرعون الأمة ووعيد الله تعالى له بأشد العذاب والعقاب (أرأيت الذي ينهى* عبداً إذا صلّى..) وأمرت الرسول عليه الصلاة والسلام بعدم الإصغاء إليه والسجود شكراً لله تعبداً وتقرباً إليه (كلا لا تطعه واسجد واقترب). وقد اشتملت هذه السورة على العلم والعمل والعبادة فابتدأت بالدعوة للعلم وانتهت بالأمر بالعبادة والسجود والصلاة.
[size=32](97)سورة القدر[/size]
سورة مكيّة وتتحدث عن بدء نزول القرآن الكريم (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وفضل ليلة القدر على سائر الليالي والأيام والشهور (وما أدراك ما ليلة القدر) والتي هي عند الله خير من ألف شهر (ليلة القدر خير من ألف شهر) وفي تفسير الشيخ الشعراوي رحمه الله كان يقول أن ليلة القدر هي ليلة مميزة قبل نزول القرآن فيها وشرّفت أكثر بنزول القرآن في تلك الليلة ودليله على ذلك قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) أي أنها كانت معروفة باسمها ومميزة وسمّيت بليلة القدر قبل نزول القرآن فيها كما جاء في سورة الدخان (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) والله أعلم.
[size=32](98)سورة البيّنة[/size]
وتسمى سورة (لم يكن) وهي سورة مدنية وتتحد عن موقف أهل الكتاب من رسالة محمد عليه الصلاة والسلام (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البيّنة* رسول من الله يتلوا صحفاً مطهرة* فيها كتب قيّمة) وتتحدث عن موضوع إخلاص العبادة لله تعالى الذي هو لبّ العقيدة والدين وهذا هدف أساسي من الأهداف التي وردت في السور السابقة من القرآن ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة) ثم تناولت السورة مصير السعداء (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة) ومصير الأشقياء في الآخرة (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية).
[size=32](99)سورة الزلزلة[/size]
ومع أنها سورة مدنية إلا أن أسلوبها يشبه أسلوب السور المكيّة وفيها أهوال يوم القيامة والزلزال الذي سيكون يوم القيامة فيدمر كل شيء وينهار كل شامخ (إذا زلزلت الأرض زلزالها) وتخرج الأرض ما بداخلها (وأخرجت الأرض أثقالها) وتشهد على عمل بني آدم (يومئذ تحدّث أخبارها) وينقسم الخلائق إلى فريقين شقي وسعيد (يومئذ يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم* فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره* ومن يعمل مثقال ذرّة شراً يره).
[size=32](100)سورة العاديات[/size]
سورة مكيّة تتحدث عن خيل المجاهدين في سبيل الله وأقسم الله تعالى بها إظهاراً افضلها وشرفها عند الله تعالى (والعاديات ضبحا * فالمريات قدحا* فالمغيرات صبحا*) وتحدثت الآيات عن كفران الإنسان وحجوده بنعم الله تعالى عليه وحبه الشديد للمال (إن الإنسان لربه لكنود* وإنه على ذلك لشهيد* وإنه لحب الخير لشديد*) ثم بيّنت الآيات أن الآخرة لله تعالى ومردّ الناس جميعاً لله رب العالمين الذي سيحاسبهم على أعمالهم في الدنيا ولن ينفعهم يومها إلا العمل الصالح (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور* وحصّل ما في الصدور* إن ربهم بهم يومئذ لخبير*)
وإلى لقاء إن شاء الله مع أهداف سورة القارعة..
[ لَوْ عَلِمتُمْ كَيْفَ يُدبّرُ اللهُ أمُورَكُمْ
لذابَتْ قلوبُكُم مِنْ مَحَبّتِهِ ]